بغداد : هشام السلمان
الازمات السياسية والحروب عطلت الفكرة وأنهت المشروع محاولات استضافة العراق للدورة الاولمبية بدأت في عهد الملك فيصل الثاني
يمتد العمق التاريخي للرياضة في العراق خلال عصرها الحديث الى اوائل القرن الماضي عندما احتل الانكليز العراق عن طريق البصرة عام 1914 وادخلوا لعبة كرة القدم اليها ومن ثم انتشرت في عموم مدنه وقراه , وعرف العراق الصحافة الرياضية في بداية العقد الثاني من القرن الماضي عن طريق مجلة الالعاب الرياضية الصادرة في بغداد عام 1922 , وشارك العراق في الدورات الاولمبية لأول مرة عام 1948 في الدورة التي اقيمت في لندن انذاك ومارس منافسات كرة القدم رسميا لأول مرة عام 1957 في الدورة الرياضية العربية , كل هذه الاولويات في الممارسة العراقية للرياضة كانت تؤشر ولازالت ان العراق كبلد يتقدم بلدان المنطقة في التخصص والأسبقية , بل حتى في الكفاءات , الا انه نراه بلدا متراجعا رياضيا وسيبقى يتراجع ما لم تكن هناك ثورة لربيع رياضي يعيد فيها المنتفظون الامور الى نصابها بعد ان ضاع كل شيء جميل في رياضة وطن اسمه العراق
الملك وفكرة الاستضافة
اغلب المتابعين اليوم للرياضة العراقية يستكثرون على رياضة البلد استضافة احدى دورات الخليج العربي في البصرة مثلا بسبب نقص في البنى التحتية في عموم البلاد , وما درى هؤلاء ان العراق سبق له ان خطط لاستضافة الدورة الاولمبية عام 1956 في عهد الملك فيصل الثاني وتم الاتفاق على بناء قاعة الشعب الموجودة حاليا بالقرب من ملعب الشعب الدولي بالإضافة الى مشروع بناء مدينة رياضية في نفس المجمع الرياضي الموجود حاليا في شارع فلسطين , من خلال الاعتماد على خبرات ارقى المصممين في الهندسة المدنية في العالم لكن المشروع لم يتم بفعل التطورات السياسية التي كانت تشهدها المنطقة العربية في مصر وسوريا والعراق وهكذا تأخر بناء القاعة الى عام 1980 وبالتصاميم ذاتها ولكن دون ان تستضيف الحدث العالمي وتقدم العراق في عام 1968 لاستضافة الدورة الاولمبية التي اقيمت في حينها في مكسيكو إلا انه وبسبب الاحداث السياسية المضطربة في حينها لم يفعل موضوع الاستضافة بالشكل الجدي وقد اشارت جريدة الملاعب في عددها المرقم 65 الصادر في الخامس من كانون الثاني عام 1967 الى ذلك تحت عنوان ( اقتراح عراقي بإقامة دورة المكسيك في بغداد )
عبث منفعي
كم بقى من الرياضة العراقية وعنفوانها بعد ان عبث بها من عبث ليرضي منافعه ومصالحة حتى تأخرنا عن العالم مسافات لا نستطيع حتى ان نمني النفس باختزالها لان الهوة كبيرة بين ما كنا عليه وما اصبحنا فيه , حتى باتت البلاد بدلا من ان تتطلع الى استضافة الدورات الاولمبية في بغداد قبل اكثر من اربعين عاما تتراجعت الى حال لا تستطيع فيه استضافة مباراة نهائية للدوري المحلي لأنه بات وبتأثير عامل الزمن وتقدم العمر لا يمتلك ملعبا واحدا صالحا يتباهى به على الاقل بين الامم !!.
ما الذي كان وأصبح ؟
هل نحن نتطور !؟
ام نحن سائرون في تراجع لا نشعر فيه !!
ونبقى نصفق ونهنئ من حولنا ممن يحصلون على شرف استضافة كاس العالم والاولمبياد ونحن نتبادل التهاني فيما بيننا بمجرد قبول اتحاد غرب اسيا باستضافتنا لبطولة الدعبل مثلا !!
تهديد وقلق
الناس تبنى الملاعب والقاعات وميادين المنافسات ونحن لازلنا نهدد القائمون على اعمار قاعة باشروا بأعمارها منذ تاريخ غادر من الذاكرة بسبب تأخرهم الطويل او ملعب ا نهدد عماله وندخل الرعب بقلوبهم فيفرون تاركين العمل ونعود نحشد لاقامة وقفات احتجاجية امام بوابات الملاعب علهم يرجعون لتكملة العمل ومواصلة البناء اية رياضة نريد منها استضافة الاولمبياد ولا يعملون على بناء المنشات والبنى التحتية إلا بالتهديد والاعتصامات , ويقولون العراق سيضيف الدورة الاولمبية نعم سنضيفها ولكن في نهاية القرن 99 وسنحتفل جميعا يومها لأننا سنكون غير موجودين اصلا , إلا من يصر على مشاهدة الحلم بعينيه لينادى يومها بلقب ياطويل العمر ابني لنا ملعبا بدون فواتير والحليم بالإشارة يفهم
No comment