بقلم طه كمر
صفعة جديدة تتلقاها الكرة العراقية لتضاف الى الصفعات التي تلقتها من قبل ، لكن وطأتها هذه المرة ثقيلة على محبيها وعشاقها الذين ذرفوا دموعا غالية لتراجعها وتدهور حالها الذي لا يسر صديق أو حتى عدو.
بالأمس تلقينا بحزن وألم شديد اعتصر نفوسنا نبأ تراجع منتخبنا الوطني خمسة عشر مركزا في التصنيف الدولي للفيفا ليحتل المركز 128 أمام تصاعد منتخبات كانت تحلم بالصمود أمام كتيبة اسود الرافدين خلال المباريات التي تجمعهم ، ليأبى الاسود الا ان يثخنوا شباكها بأهداف متنوعة وطرق تسجيل تفنن لاعبونا بتسجيلها ولا زالت عالقة في الذاكرة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبرحها ، كهدف كريم صدام في مرمى منتخب الامارات وهدف كريم محمد علاوي في شباك منتخب قطر بتصفيات مونديال المكسيك عام 1986 ، وكذلك الهدف الذهبي لعماد محمد في مرمى اليابان الذي توج منتخبنا الشبابي على اثره بكأس آسيا عام 2000 ، ولا يمكن لنا أن ننسى هدف السفاح يونس محمود في مرمى المنتخب السعودي الذي كان ثمنه ذهب آسيا عام 2007 .
كثر الحديث هنا وهناك بخصوص تراجع منتخبنا المخيف من شهر لآخر عبر تصنيف الفيفا ليجعلنا في حيرة من أمرنا والى أي مدى سيستمر نزيف النقاط الذي أكل من جرف الكرة العراقية التي باتت أسيرة لتخبطات من يقودها الى الهاوية ، والمشكلة ان من يقف على هرمها لا يعترف بتدني نتائج منتخبنا في كل مناسبة خصوصا في الآونة الأخيرة التي شهدت انحدار لا مثيل له من خلال المباريات الودية والرسمية التي خاضها المنتخب ليستقر هذه المرة في مركز لا يليق باسمه اطلاقا ، بعد أن وضعه عمالقة الأمس بمركز يتلائم مع طموحاتنا على أمل النهوض به ووضعه مع اقرانه الذين اصبح البون بينهم وبينه شاسعا جدا ، وها هو المنتخب السعودي الذي كان يحلم بالصمود أمامنا أيام الساحر أحمد راضي وصاحب الرأس الذهبية حسين سعيد ليجد نفسه اليوم في المركز 52 عالميا ، بعد أن منحه اسود الرافدين ثلاث نقاط ذهبية بمبارتنا أمامه في الوقت الذي كان الجميع يتوقع ثمة كارثة ستحل بالاخضر السعودي ، لكن هدفا يتيما كل ما وضعناه بجعبتنا من هذه المباراة التي شهدت اهتزاز شباكنا مرتين تكفلت بوضعنا خارج حسابات القارة الصفراء ، ليعود اسودنا بخفي حنين يأنون من وطأة الاخفاق بدلا أن يزأروا كما عهدناهم من قبل.
لا أروم اطالة الحديث فقط أقول ان الضرب بالميت حرام ، بعد أن مات منتخبنا سريريا منذ فترة ليست بالقصيرة ليرمي القائمون عليه رصاصة الرحمة برأسه ويردونه قتيلا بفعل فاعل ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال انقاذه من غيبوبته تلك الا بتغيير جذري يطيح بالمنظومة ويأتي بأناس هظموا الدرس جيدا من خلال تواجدهم على المستطيل الأخضر ولهم باع طويل في مجال اللعبة على أقل تقدير ، لفعل شيء جديد يرمم ما هشّمه من قاد الكرة الى دهاليز الظلام على أمل انبلاج فجر جديد يعيد الامور الى نصابها بعيدا عن التحزب والمحسوبيات التي تعيشها كرتنا وبنجاح ساحق.
No comment